مُعلمة بائسة، ثم عاطلة تعيش على نفقة الدولة، حتى أصبحت أول مليارديرة فى العالم تحصل على ثروتها من الكتابة، إنها "جوان كاثلين رولينج"، ربما لا يعرف الكثيرون هذا الاسم جيدا ولكن بالتأكيد الجميع يعلم أشهر أعمالها وهي سلسلة الخيال العلمي "هاري بوتر". "جوان" التي رفض أصحاب دور النشر وضع اسمها كاملا على كتابها الأول خوفا من ألا تلقى أي نجاح، نظرا لأنه أول كتاب خيال علمي تكتبه امرأة، والذي لم يتوقع أحد أن تصبح واحدة من أشهر وأنجح الروايات على مستوى العالم. ولدت "رولينج" فى 31 يوليو عام 1965، درست الأدب الكلاسيكي فى جامعة "إكستر"، ثم درست اللغة الفرنسية وعملت مع منظمة العفو الدولية، ثم انتهى بها الأمر مُعلمة بإحدى مدارس البرتغال، وهناك تزوجت والد ابنتها "جسيكا"، لكن لم يستمر هذا الزواج أكثر من عام وانتهى بالطلاق، ولجأت "جوان" إلى السفارة البريطانية فى البرتغال لتهرب بابنتها عائدة إلى بلادها مُطلقة، بلا عمل، مُكتئبة، لتجد والدتها قد توفيت لتتسع حالة الإحباط. عاشت في هذه الفترة فى منزل أختها على إعانات الدولة دون عمل، في حالة من الضياع النفسي، لكن إرادتها لتوفير حياة أفضل لابنتها الرضيعة جعلتها تتغلب على هذه الحالة بهوايتها المفضلة، وعلى طاولات المقاهي وفي فترات نوم ابنتها كانت تجمع أطراف قصتها، التي بدأت بحلم راودها فى القطار، حتى تشكلت أحداث الرواية التي غيرت مجرى حياتها. بدأت "جوان" رحلة البحث على ناشر يحتضن كتابها الأول، والجدير بالذكر أن الجزء الأول من سلسلة "هاري بوتر" قُوبل بالرفض 12 مرة من 12 دار نشر مختلفة، لكن زادها إصرارا على النجاح، فبعد عام كامل من الصبر والرفض، وافقت دار نشر "بلومبسري" على الرواية، لكن بشرط عدم كتابة اسمها كاملا عليها، واكتفت بكتابة الحرف الأول من اسمها والحرف الأول من اسم جدتها "كاثلين" وأخيرا اسم العائلة ، ليصبح اسم "جى كى رولينج" انطلاقتها الأولى في إنجلترا. والطريف فى هذا الأمر أن العامل الأكبر فى الموافقة على نشر الرواية كانت إبنة المالك لهذه الدار ذات الـ"ثماني سنوات" بعد أن طلب منها والدها رأيها فى القصة باعتبار عُمرها هو المستهدف الأول من الرواية، وعندما لقت الرواية إعجاب الفتاة طالبت من والدها نشرها لتحصل على باقي أجزاء الحكاية. وانطلقت الرواية فى إنجلترا دون دعاية مسبقة، لكن حقق "هاري بوتر وحجر الفيلسوف" نجاحا باهرا، وتوالت الكتب لتكتمل السلسة وتحقق أرقام مبيعات مذهلة، وتحمس المخرجون للفكرة لتحدث طفرة فى أفلام الخيال العلمي فى هوليوود، وأخرجت ثماني أفلام من السلسلة لتتكون إمبراطورية "هاري بوتر"، المُعتقد أنها قد باعت أكثر من 400 مليون نسخة حول العالم. اليوم، تقدر قيمة العلامة التجارية لـ"هاري بوتر" بأكثر من 15 مليار دولار، وترجمت إلى 65 لغة فى العالم، ولتصبح "جوان كاثلين رولينج" أول مليارديرة فى العالم تحصل على ثروتها كاملة من الكتابة وتدخل فى قائمة أثرياء العالم. وفازت بالعديد من الجوائز من أهمها وسام الشرف البريطاني، وجائزة "هانز كريستسان آندرسون" للآداب. أما عن أشهر أعمالها بعد هاري بوتر، "كويديتش عبر العصور" والتي تبرعت بإيراداتها كاملة للأعمال الخيرية ، و"The Cuckoo's Calling" وهى من نوع أدب الجريمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق