قرية صينية تمنحك الثراء بمجرد دخولها، لكن الخروج منها مكلف للغاية!
مجرد الدخول إلى قرية هواشي الصينية يمنحك الثراء السريع! فمظاهر الترف والغِنى تبدو واضحة في شكل العمارات السكنية وناطحات السحاب والحياة بشكلٍ عام.
قرية صينية تمنحك فيلا وسيارة بمجرد الاستقرار فيها!
قرية هواشي التي تقع في مقاطعة جيانغسو شرقي الصين تُلقَّب بـ “أغنى قرية في الدولة”. فسُكانها البالغ عددهم 2000 نسمة تقريبًا يمتلك كل فردٍ منهم رصيد في البنك لا يقل عن 143000$ (قرابة 500000 ريال سعودي).
ومجرد الانتقال إلى القرية، تمنح السلطات الساكن الجديد سيارة فارهة وفيلا سكنية، لكن المشكلة تكمن في أنك لو فكرت بالخروج من القرية، فستُسحب منك هذه الامتيازات!
القرية التي تُدار بالحكم الاشتراكي الصارم احتفلت منذ فترة قصيرة بالذكرى السنوية الـ 55 لتأسيسها. وهي تتبع لحكم مدينة جيانغ في مقاطعة جيانغسو، وتشتهر بكونها منطقة ساحلية زراعية وفيرة بالمناظر الطبيعية الخلابة.
القرية استُعملِت لسنوات من قبل الحكومة الصينية كدليل على قدرة النظام الشيوعي بتحويل قرية صغيرة فقيرة إلى منطقة فائقة الثروة في غضون نصف قرنٍ فقط.
وعند مدخل القرية، ستجد لافتة كبيرة كُتب عليها “القرية رقم واحد تحت السماء”، وهو لقب آخر منحته الدولة للقرية.
وكانت القرية قد حصلت على هذه الشهرة الكبيرة في عام 2003م عندما احتلت عناوين الصحف والمجلات في كل أنحاء العالم بعد الإعلان عن حجم اقتصادها الذي وصل حتى 100 مليار يوان (14.5 مليار دولار أمريكي أو 106 مليار ريال سعودي) !
وكنوعٍ من إظهار الثراء والقوة، أنفقت القرية مبلغًا ضخمًا قُدِّر بحوالي 3 ملايين يوان ( 435 مليون دولار أو حوالي 3 مليارات ريال سعودي) على بناء ناطحة سحاب مكونة من 72 طابقًا عُرفت باسم “قرية هواشي المعلقة”. يبلغ ارتفاع الناطحة 328 مترًا، أي أنها أطول من برج إيفل في باريس البالغ طوله 324 مترًا!
داخل هذا المبنى الشاهق يوجد فندق “Long Wish International” وهو سوبر خمس نجوم، يحتوي الفندق على 826 غرفة، و16 جناحًا رئاسيًا، وجناحًا واحدًا “ذهبيًا” رئاسيًا يكلف قضاء ليلة واحدة فيه 100000 يوان.
وأحد المميزات الأخرى في القرية هو ابتكارها لنظام نقل خاص بساكنيها. حيث تمتلك القرية شركة نقل خاصة تُسمى Tongyong تستعمل طائرات الهيلكوبتر بدلًا من سيارات الأجرة!
وللقرية منتزه خاص يحتوي على معالم شهيرة من حول العالم ومن الصين نفسها. فتجد نموذجًا لسور الصين العظيم فيها، وللمدينة المحرمة “القصر الإمبراطوري”. كما تحتوي على متحف يضم 800 قطعة أثرية قديمة يُشبه متحف القصر الوطني.
أما السبب في أنك لم تسمع عن هذه القرية شيئًا من قبل، فهو بسبب سياسة التكتيم الإعلامي التي تتبعها الحكومة معها. فلا تُعرف مصادر دخل سكان القرية، كما لا يُسمح للصحفيين بزيارة القرية إلا تحت الرقابة الشديدة.
ويُمكن معرفة القليل عن تاريخ قرية هواشي وكيف قفزت من الفقر إلى الثراء عبر قراءة ما جاء في كتاب “Economic Strategies and Practice of Modern China” الذي نشرته دار النشر الصينية في عام 2014 لتفسير النظام الغامض للقرية.
وفقًا لما جاء في الكتاب، فقد طبقت هواشي مشروعًا اقتصاديًا جماعيًا صارمًا، في أواخر 1970م، وبدقة بعد الثورة الثقافية الشهيرة في الصين، قامت قيادة القرية باتخاذ قرار جريء وهو تخصيص العمل الزراعي لـ 30 قرية وتعيين بقية العمالة في قطاع الصناعة المقبل. على ما يبدو ذلك ما قد وضع هواشي في مقدمة القرى والمدن وفي أعلى المنحنيات الاقتصادية.
كما أن قادة القرية والمتحكمون في مشاريعها الاقتصادية يُسيطرون على جانب مناحي الحياة فيها، لذلك لا يُمكن أخذ الممتلكات إن ترك أحد السكان القرية.
حيث يعمل سُكان هواشي في مشاريع وشركات داخل القرية نفسها، وهي قادرة فقط على صرف 30% من أجورهم نقداً، بينما تدار بقية الأصول من قبل شركات القرية كرأس مال متداول.
وبعد مرور أكثر من خمسة عقود على تأسيس قرية هواشي، تظل واحدة من أكثر المجتماعت غموضًا في الصين وإثارً للجدل!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق